Back to Home العربية
NYU Pathfinders logo
مبادرة البيوت الصحية: نيوزيلندا

مبادرة المنازل الصحية: تحسين الرفاهية ومعالجة عدم المساواة الصحية بين النيوزيلنديين

2 يونيو 2023
تأليف: راكيل جيسي

تكفل “مبادرة البيوت الصحية” (HHI)،1 التي وُسِّع نطاقها في عام 2016، حصول جميع النيوزيلنديين على بيوت دافئة وجافة وصحية. وتهدف المبادرة إلى معالجة المشاكل الصحية الناجمة عن السكن غير اللائق التي تؤثر على الأسر المنخفضة الدخل من أبناء شَعب الماوري وجزر المحيط الهادئ، ولا سيما الأطفال.

وصف إضافي للسياسات

مبادرة البيوت الصحية برنامجٌ يعمل مع الأسر والوكالات الحكومية المتعددة بغية إنشاء بيوت أكثر دفئاً وجفافاً وصحة. وفور تحديد الأسر المؤهلة (أي الأسر التي لديها أطفال معرضون لمخاطر صحية، أو المنخفضة الدخل، أو التي لديها حوامل)، يزورها مُقيِّم الصحة والإسكان بغية إجراء تقييم لحالة سكنها وينجز خطة عمل فردية لها. ويعمل المقيّم مع الأسرة المعنية على إجراء التدخلات المطلوبة، مثل العزل، وتوفير الأسرَّة، والفِراش، والإصلاحات، والتهوية، ومصادر التدفئة، ودعم فواتير الطاقة، وتقديم السكن البديل. وقد يطلب المقيّم من المالك إجراء تحسينات كما قد يحيل الأسرة إلى خدمات أخرى. وفي حالة الأسر التي تعيش في مساكن عامة، يتمثل الهدف في إجراء التقييم وإنجاز التدخلات اللازمة في غضون 90 يوماً.

التنفيذ

تولت إنشاءَ مبادرة البيوت الصحية وزارةُ الصحة في نيوزيلندا التي أصبحت تسمى الآن (وكالة الصحة النيوزيلنديةTe Whatu Ora) بين كانون الأول/ديسمبر 2013 وآذار/مارس 2015 2 بغية التصدي لأحد أعلى معدلات الحمى الروماتيزمية في العالم المتقدم النمو .3 والحمى الروماتيزمية مرضٌ التهابيٌ يمكن أن يصيب الأطفال عندما لا يعالَج التهاب الحلق بالعِقديات أو الحمى القرمزية معالجةً صحيحة، مما يؤدي إلى تلف دائم في القلب. واستهدفت المبادرة في البداية الأسر المنخفضة الدخل التي لديها أطفال معرضون لخطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية في 11 منطقة في الجزيرة الشمالية.4

وفي عام 2016، تم توسيع نطاق المبادرة لتركز بصورة أشمل على توفير مساكن دافئة وجافة وصحية للنساء الحوامل وللأسر المنخفضة الدخل التي لديها أطفال صغار أو أطفال يعانون من سوء حالتهم الصحية. وفي عام 2021، أعلنت الحكومة عن تمويل إضافي لتوسيع نطاق المبادرة وتأثيرها لتشمل البلد بأكمله اعتباراً من 1 تموز/يوليو 2022.

وتستفيد المبادرة من الدعم المشترك بين الوكالات وتتعاون تعاوناً وثيقاً مع الوكالات الحكومية مثل “بيوت ومجتمعات كايينغا أورا” (Kāinga Ora Homes and Communities)، ووزارة التنمية الاجتماعية، وهيئة كفاءة الطاقة وترشيدها؛ كما أخذت تتعاون مؤخراً مع وزارة الأعمال والابتكار والتوظيف، إلى جانب القطاع الثالث لتعزيز الخدمات المقدمة للأسر.

التكلفة

تم إنفاق ما مجموعه 55.6 مليون دولار نيوزيلندي (نحو 36.5 مليون دولار أمريكي) بين كانون الأول/ديسمبر 2013 وكانون الأول/ديسمبر 2021 على المبادرة، حيث أُنفق معظم المبلغ على التوظيف.5 واستثمرت الحكومة 30 مليون دولار نيوزيلندي (نحو 19.3 مليون دولار أمريكي) لتوسيع المبادرة على الصعيد الوطني.6 ويختلف المبلغ المنفق من أسرة إلى أخرى حسب احتياجاتها.

التقييم

لقد نجحت مبادرة البيوت الصحية في الوصول إلى السكان المستهدفين وتقديم فوائد ملموسة لهم. وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2022، تم إجراء أكثر من 100,000 تدخل، لمساعدة ما مجموعه 142,000 شخص، 86 في المائة منهم من شعب الماوري وجزر المحيط الهادئ.7

وتقلّل المبادرة من حاجة الناس للذهاب إلى المستشفيات. كما تقلل عدد مواعيدهم اللازمة مع الأطباء العامين وعدد الوصفات الطبية المعطاة لهم. ونتيجة لذلك، يمضي الأطفال وقتاً أطول في المدرسة، بينما يمضي البالغون وقتاً أطول في العمل. وتقلّل المبادرة من حاجة الناس للذهاب إلى المستشفيات بنسبة 20 في المائة تقريباً وتجعل فترة دخولهم إليها أقصر وبحالات أقل حدة.8

وتتيح المبادرة، إلى جانب تحسينها رفاه الأسر، عوائدَ ممتازةً على الاستثمارات الحكومية. فقيمة فوائدها الاجتماعية فقط تفوق تكلفتها، مما يثمر عن عائد على الاستثمار في غضون عام واحد. كما تشير البيانات أيضاً إلى أن فوائد المبادرة مستمرة وستتراكم عاماً بعد عام، مما يجعلها استثماراً مجدياً.

وثمة أيضاً أدلةٌ لا لبس فيها على حدوث تحسينات كبيرة في الرفاه وعلى وصول خدمات الصحة الإنجابية إلى أبناء شعب الماوري وجزر المحيط الهادئ ذوي الدخل المنخفض، مما يعزز من الإنصاف في النتائج الصحية والاجتماعية على نحو فعال. وقد أدت النتائج الإيجابية للمبادرة إلى اتخاذ قرار بتعميمها على المستوى الوطني.

المراجع

وسوم